بسم الله الرحمن الرحيم
للاسف الشديد ربما تجد أناس في نهار شهر رمضان تأكل و تشرب و تقول نحن كثيروا المعاصي فمصيرنا الى النار فلماذا نصوم ؟ أهكذا يأس من رحمة الله ؟ ، رحمته وسعت كل شي و انت شي فكيف لا تسعك تلك الرحمة العظيمة علما بأنه لا يجوز اليأس من رحمة الله فهو ذنب أكبر و أعظم ..
إليكم هذه القصة المتعلقة بهذا الموضوع :::
حميد بن قحطبة ضابطٌ في جيش هارون الرشيد ،،
قال الراوي :
ذهبتُ في شهر رمضان عند حميد بن قحطبة وشاهدتهُ مفطراً !!
قلتُ له : هل أنت مريض !!
قال : كلاّ !
قلت : إنك لست مسافر ! ، فلماذا لا تصم الشهر المبارك !!
قال : لأني أعلم أنّ الله لن يغفر لي !
ثمّ حكى لي القضيه ، وقال :
طلبني هارون الرشيد في إحدى الليالي وقال :
إلى أيّ مدى أنت معي !!
قلت : إني مستعد لأنه أفديك بمالي وعرضي ونفسي !
قال : كلاّ !
عندها انصرفت من عنده ، و عندما كنتُ في طريقي عائداً إلى المنزل ، طلبني مرّةً أخرى ، فذهبْتُ إليه ، وقال : إلى أيّ مدى أنتَ معي !!
قلت : إني مستعد لأن أفديك بديني !
فقال هارون الرشيد : هذا ما أريده !
ثمّ أعطاني سيفاً ، وقال : نفّذ كلّ ما يقوله هذا الغلام !
قلتُ حسناً !
فأخذني هذا الغلام ، إلى باب أحد البيوت ، ففتح باب إحدى الغرف ، كان في تلك الغرفة عشرون شاباً من سلالة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلّم مكبّلين بالأصفاد !
فجاء بهم إلى وسط الدار ، وقد كان في تلك الدار بئراً ، فقال الغلام :
اضرب أعناقهم وأرمِ بها في هذا البئر .
فضربتُ أعناقهم ورميتُ بها في البئر .
فتح الغلام باباً آخر في نفس الدار ، وكان فيها عددٌ من السادات من سلالة الزهراء عليها أفضل الصلاة والسلام ، محبوسين ، وكانوا مُسنين ، فضربتُ أعناقهم ورميتُ بها في البئر !
وبعد ما انتهيت من هؤلاء السادات ، جيئ بـ 20 من السادات الطاعنين في السن والمكبلين بالأصفاد فضربتُ أعناقهم أيضاً ورميتها في البئر ، ولقد كان آخرهمْ شيخاً أبيض البشرة فإلتفتَ إليّ وقال :
إذا سألتكَ أميّ الزهراء في يوم القيامة عن سبب قتلي بماذا تجيب !!
فإرتجفت أوصالي ، ارتجافاً شديداً !
عندها قال الغلام : لقد أتممْت مهمتك ، أنجر ما تبقى !
فضربْتُ عنقهُ ورميتُ به في البئر .
عندها قال : من الواضح أنّ الله لن يغفر لي بعد ذلك ، فلماذا أصوم !
يقول الراوي : نقلتُ هذه القصة للإمام الرضا عليه السلام ، فتألم الإمام كثيراً لدى سماعهِ تلك القصة ، ثمّ قال :
يأسه من رحمة الله أكبر ذنبا و أعظم معصية من قتله 60 سيدا في ليلة واحدة .
قال تعالى : ( وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ) أي من رحمة الله .
يالله شباب ، هذا شهر التوبة هذا شهر الرحمة فلنكفر عن سيئاتنا بالتوبة الى الله